إشترك :

الأحد، 6 مارس 2011

سقوط 3 طائرات ودمار كبير في الزاوية.. والثوار يواصلون الزحف نحو الغرب


بوادر انشقاقات داخل قبيلة «القذاذفة».. ومناشدات لإرسال أدوية وطواقم طبية

بنغازي (ليبيا): عبد الستار حتيتة



























بينما بدأت بوادر لانشقاقات داخل صفوف قبيلة القذاذفة التي تتكون من خمسة فروع، أسقط الثوار الليبيون الذين يكافحون لإسقاط حكم العقيد الليبي معمر القذافي ثلاث طائرات، من بينها طائرة حربية مساء أمس، وطائرتان مروحيتان صباح أمس في منطقة رأس لانوف.
ناشد ناشطون سياسيون ومثقفون ليبيون مقيمون في مدينة بنغازي الليبية المجتمع الدولي عبر «الشرق الأوسط» سرعة إمدادهم بالأودية ومستلزمات الجراحة، والطواقم الطبية، وذلك لتفاقم أعداد الجرحى والمصابين الذين تكتظ بهم المستشفيات، خاصة في بنغازي ومعظم المدن التي تشهد قتالا ضاريا بين القوات الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي والثوار المناهضين لحكمه. كما اشتكوا من انقطاع الإنترنت لليوم الثالث على التوالي، ومحاولة النظام عزلهم عن العالم، حتى يسهل ارتكاب مجازره البشعة، على حد قولهم.
وأوضحت مصادر من موقع القتال أن الطائرة الحربية سقطت بعد أن كانت تنفذ عمليات قتالية ضد الثوار، وأن المروحيتين كانتا تحاولان، مع طائرات أخرى، تنفيذ عملية إنزال لمساندة قوات دحرها الثوار في وقت سابق من الليلة قبل الماضية. وقال أحد قادة الثوار المتوغلين ناحية الغرب من الزاوية في الطريق المؤدي إلى سرت، إحدى أهم المدن الاستراتيجية لحكم القذافي، إنه لم تتوافر معلومات عما إذا كانت الطائرة الحربية قد أسقطها الثوار بالفعل أم أنها سقطت لأسباب أخرى. وقال إن الطائرات الحربية تقوم أيضا بإلقاء قنابل على الطرق لتدميرها ومنع الثوار من التقدم، لأن التضاريس في تلك المنطقة رملية ويصعب اجتيازها بالسيارات، وأن الشوارع المرصوفة من شأنها أن تعجل بوصول الثوار إلى الغرب، «ولهذا يجري التركيز على ضربها».
وأضاف أن فوجا من الثوار تقدم إلى الأمام بعد إتمام السيطرة على بلدة رأس لانوف، واجتاز كيلومترات بعد منطقة بن جواد، بما يعني اقتراب الثوار من مدينة سرت، التي توجد فيها قبائل من القذاذفة والمقارحة وأولاد سليمان والورفلة، وتبعد عن منطقة بن جواد نحو 75 كيلومترا، شرق سرت. مشيرا إلى وجود انقسامات بين هذه القبائل تجاه الموقف من الانضمام إلى الثوار أو البقاء على مناصرة القذافي أو التزام الحياد. وقال هذا القيادي ويدعى أبو سعيد، وهو يتحدث من منطقة هراوة القريبة من سرت من ناحية الشرق، إن الثوار على اتصال بعدد من أبناء قبيلة فرجان داخل سرت.
وأضاف أن خلافات وقعت بالفعل بين قبيلة فرجان ونظام القذافي بعد أن قامت قوات موالية للقذافي بتصفية نحو عشرين ضابطا من فرجان الذين رفضوا مواجهة الثوار أثناء تقدمهم من رأس لانوف نحو الغرب، وقال إن المعلومات المتوافرة حتى الآن تسير إلى صعوبة الاقتراب من سرت لحين وصول مزيد من الثوار والأسلحة والذخيرة من الناحية الشرقية، وتحدث عن انضمام مئات الشباب من منطقتي رأس لانوف وهراوة إلى القوات الزاحفة غربا. وقال: «ننتظر المدد، وهو في الطريق بإذن الله.. نزحف إلى الأمام والمدد سيصلنا».
لكن متحدثا باسم المجلس العسكري في بنغازي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن حشود كبيرة لقوات القذافي بدأت تتمركز في طريق الثوار لحيلولة دون وصولهم إلى سرت، ونقل المعركة بعيدا عن هذه المدينة المهمة. وأضاف أن المعلومات التي وصلت إلى بنغازي تشير إلى أن حشودا من قوات القذافي مدججة بأحدث أنواع الأسلحة والمرتزقة الأفارقة، تنظم صفوفها منذ أمس وأول من أمس في منطقة الوادي الأحمر. وأكد هذا المتحدث ما تردد عن انضمام أهالي منطقة النوفلية، التي كانت في طريق الثوار الزاحفين غربا، إلى الثوار. وقال: لم يكن في المدينة أي عناصر من الموالين للقذافي. قوات القذافي تقهقرت للتمركز في الوادي الأحمر، وهي منطقة تلفها كثبان الرمال من جانب، وتقع في الطريق إليها مساحات من الأراضي السبخة، وتبعد عن مدينة سرت أكثر قليلا من مائة كيلومتر، وفي حال تمكن الثوار من اجتياز هذه المعركة الكبيرة سيكون حكم القذافي «في حكم المنتهي»، بحسب تعبير المتحدث.
ويقول الثوار إن الهدف الذين يريدون بلوغه هو السيطرة على المطار الذي يقع على تخوم سرت وتستخدمه قوات القذافي في جلب المرتزقة والقوات العسكرية من مدينة سبها الواقعة في أقصى الجنوب الليبي.
ويشعر الثوار بالحماسة وهم يندفعون إلى الأمام، بسبب الأنباء التي تترد عن صمود أهالي عدة مدن تحاصرها قوات القذافي، على رأسها مدينة الزاوية التي استمرت فيها المعارك الكبرى أمس. وقالت مصادر أخرى من ثوار «17 فبراير» إن وجهاء من ثلاثة أفرع من فروع قبيلة القذاذفة المكونة من خمسة أفرع، أجروا اتصالات مع الثوار المناوئين لحكم العقيد القذافي، للنأي بأنفسهم عن حكم القذافي. وأشارت هذه المصادر إلى أن فروع القذاذفة التي يتصل بعض أبنائها بالثوار موجودون في سرت وطرابلس وبلدات أخرى، مجاورة للعاصمة من ناحية الشرق والجنوب، وأن هذه الفروع التي يبلغ عدد أعضائها عدة آلاف لم تشملهم عملية التسليح التي بدأها القذافي لأبناء قبيلته في الفترة الأخيرة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق