نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويجعل قبره روضة من رياض الجنان والتعزية موصولة الى أهله ومحبيه وإنسان السودان المتطلع للحرية والعدل والإيثار.
مولده ونشأته :ولد الفنان محمد عثمان وردى في 19 يوليو 1932 بمركز وادي حلفا عمودية صوآردة بمنطقة السكوت وهو نفس العام الذي توفي فيه الفنان / خليل فرح وكان ذلك التاريخ يُعتبرُ ميلآد إمبرآطور نوبي جديد ، وقد نشأ يتيماً وبسيطاً ومُدللاً أحبه أهل المنطقة وتربى في كنف عمه ، وأحب الادآب والشعر والموسيقى منذُ نعومة أظفاره ، وكانت لطبيعة المنطقة النوبية الجميلة من صوت السوآقي الحنين عند الغروب ورقصات النخيل مع الموجة الصباحية ومرآكب الشوقارتعدي من صوآردة إلى نلوة وقبة وأبو راقة في زفة عرس نوبي بالطمبور في زمن (الدميرة) وسط النخيل والجزر الخضراء كجزيرة صاي ونلوتي وأشبة ووايسي والطير الطاير والمهاجر وخضرة اللوبيا في الجروف ، كانت لهذه الطبيعة الخلابة الأثر الكبير في شخصية وردي من الناحية الفنية والإبدآعية والتى كان لها الأثر الكبير فى حُبه منذ صغره للفن والدراما والشعر والموسيقى والغناء ، حيثُ عشق الطمبور ورموز الفن الشعبي النوبي كالفنان دهب خليل بجزيرة صاي وعلي سليم بأوشبة وسيد إدريس بعبود وغيرهم .
درس وردي المراحل الأولية في عبري والوسطى في حلفا وإلتحق بمعهد التربية بشندي وعمل معلماً قبل تخرجه في مدرسة "صوآردة وفركة وسعد فنتي وغيرها " وبعد تخرجه من المعهد عمل في "حلفا وشندي وعطبرة وكانت مدرسة الديوم الشرقية " آخر مدرسة عمل فيها وعندما فضل التفرغ في الغناء قدم إستقالته من التدريس عام 1959م .
بدآية مشواره الفنى :
إلتحق الفنان الرآحل وردى بالإذاعة السودانية عام 1957 وعندما تم إختياره بوآسطة إذاعة أمدرمان بعد تجربة أداء ناجحة وإجازة صوته بدأ يُسجل أغانيه وبدأ يلفت إنتباه المستمعين والنُقاد والشُعرآء في الخرطوم، وسجل اغنية "يا سلام منك" الرآئعة التي ما زآلت حية في النفوس .
وتحقق حلم طفولة الرآحل مجمد وردى في الغناء في الإذاعة بين الفنانيين العمالقة أمثال : الرآحل عبد العزيز محمد داوؤد والرآحل حسن عطية والرآحل أحمد المصطفى والرآحل عثمان حسين والرآحل إبراهيم عوض وغيرهم .
وأشتهر الرآحل محمد وردى بالغناء للوطن بأكثر من 88 عملاً وطنياً، أشهرها “الأكتوبريات” وهي مجموعة من الأغنيات الوطنية. وهاجر وردي من السودان في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري وعاد بعد ثورة أبريل 1986 التي أطاحت بنظام مايو.
وغنى وردي للعديد من الشعراء السودانيين وكانت له ثنائية شهيرة مع الشاعر الرآحل إسماعيل حسن نتجت عنها أكثر من 23 أغنية.
وفى خلال عامه الأول في الإذاعة تمكن وردى من تسجيل 17 أغنية مما دفع مدير الإذاعة في ذلك الوقت لتشكيل لجنة خاصة من كبار الفنانين والشعرآء الغنائيين كان من ضمن أعضائها :
إبراهيم الكاشف أبرز المطربين في ذلك الوقت وعثمان حسين وأحمد المصطفى لتُصدر اللجنة قراراً بضم وردى لمطربى الفئة الأولى كمغنى محترف بعد أن كان من مطربى الفئة الرابعة .
بلغت أغنياته أكثر من 250 أُغنية ، كتبها شعراء كبار منهم إسماعيل حسن الذى شكل ثُنائيةً رآئعة معه ومحجوب شريف وعمر الطيب الدوش وآخرون، وكان يُلحن مُعظم أغنياته بنفسه
0 التعليقات:
إرسال تعليق