إشترك :

الخميس، 13 يناير 2011

سياسة ----- معارضون...الشرق و الانفصال


أعلن عدد من قادة أحزاب المعارضة بولاية البحر الاحمر رفضهم التام لمبدأ انفصال الولايات الشرقية الثلاث عن السودان ،وأكدوا ان هذا الامر يمثل خطاً أحمر لن يسمحوا لأية جهة بتجاوزه سعيا وراء تفتيت ماتبقي من السودان ،وكشفوا عن مظالم ظل يتعرض لها الشرق وخاصة ولاية البحر الأحمر طوال الفترة الماضية غير أنهم نفوا أن يكون التهميش وضعف التنمية دوافع تقود لمجرد التفكير في تكوين دولة جديدة بشرق السودان.
وأبدت الاحزاب المعارضة بالبحر الأحمر عن بالغ دهشتها واستنكارها لأراء وتصريحات بعض المحسوبين علي الحزب الحاكم مؤخرا والتي ذهبت ناحية ترجيح انفصال الشرق .
ويعود تسليط الضوء علي قضية انفصال الشرق من قبل الشارع والاحزاب المعارضة ببورتسودان عقب مانشر في صحيفة «برؤوت» الناطقة باسم الحزب الحاكم في عددها الأخير بالرقم 92 بتاريخ 9 يناير والذي اشار من خلاله أحد كتابها البارزين الي ان الشرق يقف علي أبواب الانفصال، وان الجنوب سيتبعه أخرون ، وارجع الامر الي انتفاء مقومات ومحفزات التعايش في ظل دولة السودان الواحدة وذلك لان العقلية التي تحكم البلاد استعلائية ولاتعترف بالاخرين، حسبما اشار في زاويته التي عنونها بالبيان الاول ،وأشار في فقرة أخري الي ان السودان ظل منذ 50 عاماً تتحكم فيه فئة قليلة ليظل الاخرون توابع وخدام ،واعتبر ذات الكاتب ان فترة الحكم الثنائي«المصري ،البريطاني» كانت أفضل من كل الحكومات التي تعاقبت علي حكم السودان ،التي أشار الي انها ظلت تتبع سياسات عقيمة ومعوجة وان القبضة والسلطة ظلت مكرسة في يد فئة محددة ظلمت كل السودان ،وختم زاويته مؤكدا ان النيل الازرق ودارفور وجبال النوبة والشرق تتأهب للمطالبة بالانفصال وذلك لان مظالمها لاتقل عن الجنوب ، حسبما اشار .
ماجاء بصحيفة «برؤوت» المحلية أثار ردود افعال عنيفة بولاية البحر الأحمر وجعل التفسيرات والتحليلات تذهب لاتجاهات مختلفة وذلك لان ماتم نشره جاء بالتزامن مع غياب والي الولاية الدكتور محمد طاهر ايلا عن البلاد لفترة لاتقل عن الاسبوعين، واشار البعض الي انه علي خلاف مع المركز بسبب اموال مؤتمر الشرق ،بينما كشفت الرواية الرسمية لحكومة الولاية ان ايلا ذهب الي المملكة السعودية مستشفيا ،بيد ان البعض أكد بان ماجاء في صحيفة الحزب الحاكم لم يأت محض صدفة، بل جاء بايعاز من شخصيات نافذة في الحزب بالولاية ، واشار آخرون الي ان هذا الامر يوضح ان هناك خلافات داخل الحزب الحاكم بالولاية والذي كون لجنة تحقيق لمعرفة الاسباب التي قادت الصحيفة الي تبني الخط الانفصالي في عددها الاخير ..
علي صعيد الشارع بالولاية أكد عدد كبير من المواطنين رفضهم التام لانفصال الشرق عن السودان واشاروا الي ان هذا الأمر لن يحدث حتي وان اراد ذلك بعض النافذين بالحزب الحاكم بالولاية ...
مرشح الحزب الاتحادي الأصل لمنصب الوالي بالبحر الاحمر في الانتخابات الماضية الفريق شرطة عثمان فقراي قال ان السودان يتعرض لاستهداف من الداخل والخارج . وان هناك من يريد تأجيج نيران الخلافات والصراعات خاصة في الاطراف حتي يتمكن من تقسيم السودان ،وقال ان الانقاذ رغم معارضتهم لسياساتها الا انها استجابت لعدد من مطالب الولايات والتي تمثلت في تطبيق نظام الحكم الفدرالي الذي اتاح لابناء الولايات حكم انفسهم .
وشدد فقراي علي ضرورة الانتباه لمثل هذه المخاطر التي تحيق بالسودان والتي اذهبت جنوبه واذا لم يفطن لها الجميع ستلقي بظلالها السالبة علي اقاليم السودان الاخري ، كما قال .
وأكد فقراي رفضهم التام لانفصال الشرق عن السودان وتعجب من ان يتبني بعض ابناء الاقليم في الحزب الحاكم هذا الخط الخطير ،وكشف عن مظالم كثيرة يتعرض لها سكان الشرق بسبب سياسات المركز وتسليط ولاة علي شاكلة ايلا ، غير ان فقراي نفي تماما ان تقود هذه الاسباب وغيرها من ضعف التنمية وتهميش الشرق الي الانفصال ،وقال ان الشرق يحتاج لاعادة النظر من المركز وذلك لان هذا الاقليم حسبما اشار فقراي يحتاج للكثير ،وطالب الحزب الحاكم بدراسة احوال الشرق ونفسيات انسانه والتعرف علي كل تفاصيله وذلك من اجل قفل الباب امام أية محاولات لعزله عن السودان .
وحول ماجاء بصحيفة الحزب الحاكم بولاية البحر الاحمر قال فقراي ان هناك بعض القيادات في المؤتمر الوطني بالشرق تلعب «بالبيضة والحجر » من اجل تحقيق مصالح شخصية وطالبهم بعدم الزج بالاقليم في خلافات وصراعات لايستفيد منها انسان الشرق.
عضو المجلس التشريعي حامد ادريس من تيار التواصل قال ان ماجاء بصحيفة الحزب الحاكم بالولاية لو جاء في صحيفة معارضة اخري لكان منطقياً وغير مستغرب، واضاف: التوقيت لطرح الاراء التي جاءت بصحيفة «برؤوت» اعتبره غريباً في ظل غياب الوالي واجواء الشائعات التي انتشرت كالنار في الهشيم حول وجود خلافات مستترة في الحزب الحاكم.
وفي تقديري،يقول ادريس، ان الشرق لن ينفصل عن السودان وذلك لانه جزء اصيل ومهما بلغت درجات الظلم والتهميش لن يفكر انسان الشرق في ترك وطنه الكبير والصغير ،ولكن علي الحزب الحاكم بالمركز مراجعة تعامله مع الشرق الذي ظل يتعرض لتهميش غريب ولاتتوفر فيه مقومات الحياة الكريمة ويجب ان يشعر انسانه بحق المواطنة ،ومجددا اؤكد بان الشرق باق في السودان ولن ينفصل ،وكان علي الصحيفة التي اشاعت مثل هذه الاحاديث غير الموفقة أن تتناول معاناة اكثر من ألف أسرة شردتهم السيول الأخيرة التي اجتاحت بورتسودان وان يلقوا الضوء علي 300 تاجر افقدتهم ذات السيول 3 مليارات من الجنيهات، ولماذا لاتكتب الصحيفة عن الميزانية المختلة التي قدمت مؤخرا للمجلس التشريعي، وعن التنمية المقلوبة ،حديثهم عن انفصال الشرق لايعنينا في شئ ولايدخل ضمن اهتمامات المواطنين المكتوين بنيران المعاناة والفقر .
رئيس حزب الأمة محمد ادم الطيب استبعد وقوف الشرق علي أبواب الانفصال وقال :للأسف هناك نافذون بالحزب الحاكم هدفهم فصل الشرق عن السودان ويضعون هذا الامر كخيار في المستقبل ،واعتبر ان هذا الامر خطير يجب الا يمر مرور الكرام وذلك لان السودان ليس ملكاً لحزب او أية جهة ،وسياسة الاقصاء والتمهيش التي ينتهجها الوطني تهدد وحدة السودان ولكن رغم ذلك لن نسمح بتنفيذ مايخطط له البعض ،واطالب كل القوى السياسية العمل بكل قوة ضد أية جهة تريد تمزيق السودان وان تقف في طريق كل مخطط يريد تكرار سيناريو الجنوب الذي لن يندمل جرحه في قلب كل مواطن سوداني ،واعتقد ان ماجاء في صحيفة الحزب الحاكم بالولاية ماكان له لينشر لولا موافقة قيادات في الحزب الحاكم عليه ،وعموما اؤكد بان الشرق سيظل داخل مظلة ماتبقي من السودان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق